سعر النفط يُعاني بسبب تناقض قرارات المملكة العربية السعودية
شهد سعر النفط تراجعات خلال جلسة أمس الأثنين، حيث افتتحت تداولات بداية الأسبوع عند مستويات 35.06 ولكن سرعان ما بدأت أسعار النفط في التراجع لتلامس مستويات 29.48 ويكون إغلاق أمس عند مستويات 29.78، ليسجل النفط تراجعات بأكثر من 14% في أول جلسات الأسبوع.
ومع بداية تداولات جلسة اليوم الثلاثاء نجحت أسعار النفط في العودة مجددًا للتداول فوق مستويات 30 دولار للبرميل مرة أخرى.
ويبدو أن مشكلة الدولة المنتجة للنفط لم تجد أي طريق للمفاوضات إلى الآن، مما يجعل المعروض أكبر من الطلب في ظل توقف الأنشطة الصناعية في الصين وبعض البلاد الأخرى، بالإضافة إلى تعطل رحلات الطيران بين معظم دول العالم بسبب محاولة الحد من إنتشار فيروس كورونا.
مُتناقضات أسعار النفط :
ذهب أعضاء منظمة أوبك إلى فيينا للإجتماع يوم الجمعة 6 مارس، وكان الهدف من هذا الإجتماع هو تعميق خطة خفض إنتاج برميل النفط بحيث يحدث التوازن بين الطلب والعرض في سوق النفط مما ينعكس على أسعار النفط بالاستقرار.
وقد طلبت المملكة العربية السعودية من روسيا أن توافق على هذا التخفيض حتى يتم الحفاظ على أسعار النفط، ولكن رفضت أوبك وبشدة فكرة تعميق خفض الإنتاج، الأمر الذي أدى مباشرًة إلى فشل مفاوضات منظمة أوبك وفشل الاجتماع كله.
وبعد ذلك قررت المملكة العربية السعودية في زيادة إنتاج النفط بصورة يومية بهدف تصدير البترول إلى أغلب دول العالم بأسعار رخيصة ومنافسة روسيا في الحصة السوقية لها بين الدول، وهذا الشيء أدى إلى انهيار أسعار النفط مباشرة من مستويات 45 دولار للبرميل لتصل إلى مستويات 33 دولار للبرميل.
لاحظ موقف المملكة العربية السعودية؛ فهي كانت الراغبة في أن يتم تعميق خفض الإنتاج للمحافظة على أسعار النفط، وحينما فشلت مفاوضاتها مع روسيا تغير موقفها 180 درجة وزادت في الإنتاج الأمر الذي أدى إلى انهيار أسعار النفط
وقامت شركة أرامكو الأكبر في صناعة النفط بالعالم بزيادة إنتاج برميل النفط يوميًا إلى 13 مليون برميل بدلًا من 12 مليون برميل لتكون بذلك تُنتج بالنسبة القصوى اليومية، وذلك بناءً على تعليمات من وزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية.
هذا القرار آثر بالسلب على سعر سهم أرامكو في سوق الاسهم السعودي، حيث تراجع سعر السهم إلى مستويات 28 ريال، وهو أقل من سعر طرح السهم الذي كان عند مستويات 32 ريال.
الغريب في الأمر أنه يجب أن يكون سعر برميل البترول قرب مستويات 83 دولار للبرميل ليكون مناسب لشركة أرامكو في المملكة العربية السعودية، من جهة أخرى ترى روسيا أن سعر برميل البترول عند مستويات 42 دولار للبرميل يكون مناسب لها.
وإذا طال وقت هذه الحرب ولم تتوصل المملكة العربية السعودية أو روسيا إلى اتفاق بخصوص خفض إنتاج النفط من المتوقع أن يؤثر ذلك على ميزانية كلا الدولتين بالسلب، ولا ننسى أن السعودية حاليًا تشن حربًا في اليمن وهناك بعض اضطرابات داخل الأسرة المالكة بسبب تسرب بعض الأخبار حول القبض على عدد من الأمراء بسبب تخطيطهم للإنقلاب.
ولكن قرر الرئيس الأمريكي أن يستفيد من هذه الحرب الموجودة، فهو رجل أعمال كبير ولا يفوت مثل هذه الفرص دائمًا.
إذ قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا بملأ المخزون الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية حتى آخره مُستغلًا هذه الأسعار المنخفضة للنفط، ودخلت أيضًا دولة الهند على الخط فقررت هي الآخرى بزيادة احتياطاتها من النفط خلال هذه الفترة التي تشهد أسعار مغرية لكل الدولة المستوردة للنفط.
تحليل خام برنت من الناحية الفنية:
بالنظر إلى خام برنت على الاطار الزمني 4 ساعات، سنجد أن خام برنت قد اخترق مستويات الدعم 31.30، وبإستخدام فيبوناتشي توسع من القمة 53.90 وحتى القاع 31.30 والتصحيح المنتهي عند 39.80.
سنجد أن مناطق 28.75 والتي تُمثل مستويات 50.00% فيبوناتشي تُعتبر مستهدافات سعرية أولى لـ خام برنت، والتي في حالة اختراقها تُعتبر مستويات 26.10 والتي تُمثل مستويات 61.8% فيبوناتشي هدف ثاني.
وعلى الرغم من محاول خام برنت العودة فوق مستويات 31.30 مع افتتاحية جلسة اليوم، لكن حتى الآن فشل في الصعود وتراجع، مما يجعل النظرة على خام برنت بيعية طالما يتداول أسفل مستويات 36.80.