منظمة الصحة العالمية تُعلن بأن فيروس كورونا أصبح وباء
يُعد فيروس كورونا هو الوافد الجديد على أسواق المال، والذي لعب دورًا مؤثرًا وجعل جميع البنوك المركزية تتحرك وتنتفض لتتخذ خطط تحفيزية جديدة تدعم بها اقتصاديات بُلدانها المختلفة، خاصًة بعد الهبوط الكبير الذي حدث في أسواق الأسهم، ليُذكر الناس بهبوط الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
ولكن دعونا أولًا نُلقي نظرة على الأحداث التي كانت موجودة على الساحة قبل أن يظهر على فيروس كورونا.
فكانت الأسواق كلها تركز اهتمامها على الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية والتي بدأت في أن تتراجع شراراتها بعد قيام الدولتين بعقد المرحلة الأولى من الإتفاق التجاري، وكنا على وشك بدأ حرب تُجارية أخرى بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وعلى صعيد القارة الأوروبية كانت مشكلة البريكست هي الأكثر شهرًة داخل القارة الأوروبية، حول مستقبل العلاقات مع بريطانيا بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي.
وكان للتوترات الجيوسياسية دور أيضًا في التأثير على أسواق المال في العالم، فكان التوتر القائم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والعقوبات الأمريكية المفروضة على الجانب الإيراني، وقيام أمريكا بقتل المسلماني في العراق مع مطلع عام 2020.
ولكن كل هذه الأمور ربما كانت أسواق الأسهم وأسواق السلع والعملات يعتادون عليها، فالأسواق كانت تتأثر سلبًا ولكن سرعان ما كانت ترتفع مرة أخرى وتستأنف الاتجاه الصاعد وتعمل بصورة طبيعية.
ولكن جاء فيروس كورونا ليجعل الجميع يتناسى كل المشاكل السابقة ويركزون فقط على كيفية مكافة هذا الفيرس الذي إنتشر بطريقة سريعة بين البلدان حول العالم، خاصًة مع تزايد أعداد الإصابة بفيروس كورونا إلى أكثر من 126 ألف شخص حول العالم في أقل من 70 يوم منذ الإعلان عن إنتشار فيروس كورونا في الصين.
وقد قامت العديد من الدول حول العالم بتعليق رحلات الطيران والسياحة إلى أجل غير مسمى بهدف الحد من إنتشار فيروس كورونا بين الدول، وتعليق الأنشطة الرياضية والترفيهة في كثير من البلدان أبرزها إيطاليا، والتي أعلنت تعليق النشاط الرياضي، كما قامت بعض الشركات حول العالم بنقل موظفيها للعمل من المنزل.
ويأتي التأثير الأكبر من جانب الصين، حيث تراجع مؤشر مديري المشتريات الصناعي بعد توقف النشاط الصناعي داخل الصين.
كل هذه الأمور أدت إلى توقعات من بيوت الخبرة حول العالم بخسائر كبيرة سيشهدها الاقتصاد العالمي خلال عام 2020.
فطبقًا لتقرير نشرته قناة سي ان بي سي عربية، بأن خسائر الاقتصاد العالمي قد تصل بين تريليون إلى 2.7 تريليون دولار وذلك بسبب إغلاق الكثير من الأعمال في عدة بلدان مختلفة.
كما أشارت وكالات التصنيف الدولية بأن من المتوقع أن يُؤثر فيروس كورونا على توقعات النمو لعام 2020، والذي من المتوقع أن تنخفض في جميع بلدان العالم سواء الصين أو الولايات المتحدة الأمريكية والمنطقة الأوروبية واليابان.
وهناك بعض القطاع التي استفادت أو انتعشت بسبب إجراءات الدول للتصدى إلى فيروس كورونا، أبرز هذه القطاعات كان قطاع الأدوية وخدمات التوصيات للمنازل، بالإضافة إلى شركات البث عبر الإنترنت مثل شركة نتفلكس وشركة زوم.
ولا ننسى أزمة النفط التي اشتعلت مؤخرًا بين روسيا والمملكة العربية السعودية، في ظل رفض روسيا فكرة تعميق تخفيض الإنتاج، ليكون رد المملكة العربية السعودية بالقيام بتخفيض سعر برميل النفط من أجل منافسة روسيا في تصدير برميل البترول بأسعار مخفضة، الأمر الذي أدى إلى زيادة المعروض في النفط والذي يأتي مع ضعف طلب عالمي كبير.